مناسك العمرة
الحمد لله وحده، وبعد فهذه نبذة مختصرة عن أعمال مناسك العمرة وإلى القارئ بيان ذلك
- إذا وصل من يريد العمرة إلى الميقات استحب له أن يغتسل ويتنظف وهكذا تفعل المرأة ولو كانت حائضاً أو نفساء، غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر وتغتسل. ويتطيب الرجل في بدنه دون ملابس إحرامه. فإن لم يتيسر الاغتسال في الميقات فلا حرج ويستحب أن يغتسل إذا وصل مكة قبل الطواف إذا تيسر ذلك .
- يتجرد الرجل من جميع الملابس المخيطة ويلبس إزاراً ورداءً، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين. أما المرأة فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة .
- ثم ينوي الدخول في النسك بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلاً: “لبيك عمرة” أو “اللهم لبيك عمرة ” وإن خاف المحرم ألا يتمكن من أداء نسكه لكونه مريضاً أو خائفاً من عدو ونحوه شرع له أن يشترط عند إحرامه فيقول: “فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني” لحديث ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها. ثم يلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم وهي: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) ويكثر من هذه التلبية ومن ذكر الله سبحانه ودعائه حتى يصل إلى البيت “الكعبة
- فإذا وصل إلى المسجد الحرام قدم رجله اليمنى عند الدخول وقال: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
- فإذا وصل إلى البيت قطع التلبية ثم قصد الحجر الأسود واستقبله ثم يستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر ذلك ولا يؤذي الناس بالمزاحمة. ويقول عند استلامه: “بسم الله والله أكبر” فإن شق عليه التقبيل استلمه بيده أو بعصا أو نحوها وقبل ما استلمه به فإن شق استلامه أشار إليه وقال: ” الله أكبر” ولا يقبل ما يشير به. ويشترط لصحة الطواف أن يكون الطائف على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن الطواف مثل الصلاة غير أنه رخص فيه في الكلام .
- يجعل البيت عن يساره ويطوف به سبعة أشواط، وإذا حاذى الركن اليماني استلمه بيمينه إن تيسر ويقول: “بسم الله والله أكبر” ولا يقبله. فإن شق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه ولا يشير إليه ولا يكبر؛ لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم. أما الحجر السود فكلما حاذاه استلمه وقبله كما ذكرنا سابقاً وإلا أشار إليه وكبر. ويستحب الرمل – وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى – في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم للرجل خاصة. كما يستحب للرجل أن يضطبع في طواف القدوم في جميع الأشواط، والاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر. ويستحب الإكثار من الذكر والدعاء بما تيسر في جميع الأشواط. وليس في الطواف دعاء مخصوص ولا ذكر مخصوص بل يدعو ويذكر الله بما تيسر من الأذكار والأدعية , ويقول بين الركنين: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) في كل شوط؛ لأن ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويختم الشوط السابع باستلام الحجر الأسود وتقبيله إن تيسر أو الإشارة إليه مع التكبير حسب التفصيل المذكور آنفاً. وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي بردائه فيجعله على كتفيه وطرفيه على صدره.
- ثم يصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر فإن لم يتمكن من ذلك صلاهما في أي موضع من المسجد. يقرأ فيهما بعد الفاتحة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الركعة الأولى، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الركعة الثانية، هذا هو الأفضل وإن قرأ بغيرهما فلا بأس. ثم بعد أن يسلم من الركعتين يقصد الحجر الأسود إن تيسر ذلك .
- ثم يخرج إلى الصفا فيرقاه أو يقف عنده والرقي أفضل إن تيسر ويقرأ قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}. ويستحب أن يستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويقول: “لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده” ثم يدعو بما تيسر رافعاً يديه ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات. ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى العلم الأول فيسرع الرجل في المشي إلى أن يصل إلى العلم الثاني. أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع؛ لأنها عورة، ثم يمشي فيرقى المروة أو يقف عندها والرقي أفضل إن تيسر ويقول ويفعل على المروة كما قال وفعل على الصفا. ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه ويسرع في موضع الإسراع حتى يصل إلى الصفا، يفعل ذلك سبع مرات ذهابه شوط ورجوعه شوط. وإن سعى راكباً فلا حرج ولاسيما عند الحاجة. ويستحب أن يكثر في سعيه من الذكر والدعاء بما تيسر. وأن يكون متطهراً من الحدث الأكبر والأصغر ولو سعى على غير طهارة أجزأه ذلك .
- فإذا كمل السعي يحلق الرجل رأسه أو يقصره والحلق أفضل وإذا كان قدومه مكة قريباً من وقت الحج فالتقصير في حقه أفضل ليحلق بقية رأسه في الحج. أما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنملة فأقل. فإذا فعل المحرم ما ذكر فقد تمت عمرته، والحمد لله. وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام .
وفقنا الله وسائر إخواننا المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وتقبل من الجميع إنه سبحانه جواد كريم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
مزارات مكة المكرمة
جبل عرفات
سُمِّي عرفة بهذا الإسم؛ لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لأن جبريل طاف بإبراهيم- عليه السلام- كان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم-عليه السلام- لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك الموضع؛ فعرفها وعرفته.
وعُرِفَ كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”.
وقال العمري: عرفات علم للموقف سُمِّي بجمع، وقال بعد أن أورد بعض الأقوال الواردة في سبب تسميتها بعرفة وعرفات: وهي من الأسماء المرتجلة؛ لأن عرفة لا تعرف في أسماء الأجناس .
حدود عرفة
وحدود عرفة كما قال ابن عبَّاس: حدُّ عرفة من الجبل المشرف على بُطَن عرفة (هو بطن عرفة هو ما بين العلمين الذين هما حد عرفة والعلمين الذين هما حد الحرم) إلى جبال عرفة إلى الوصيق (والوصيق هو موضع أعلاه لكنانة وأسفله لهذيل) إلى ملتقى الوصيق إلى وادي عرفة قال: ومُوقْنَى النبي- صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت (ويسمَّى هذا المُوقْنَى) (الآل) على وزن هلال ويُعرَف اليوم بـ”جبل الرحمة”،
والتبعة: واحدة تبع شجر تعمل منه الغسي، وقيل سُمِّي الآل؛ لأن الحجيج إذا رأوا ألو، أي اجتهدوا؛ ليدركوا الموقف.
وعلى جبل الرحمة مسجد ومنبر لوقوف الخطيب عشية يوم عرفة، وكان هذا الجبل صعب المرتقى؛ فسهله الوزير الجواد الأصفهاني، وبنى فيه مسجدًا ومصبًّا للماء.
وعرفة أو عرفات ميدان واسع أرضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولا في مثلهما عرضا، وكانت عرفة قرية، فيها مزارع وخضر، وبها دور لأهل مكة، أما اليوم فلم يبق لهذه الدور من أثر، وموضع الوقوف بعرفة يُسمَّى كما قال ياقوت (العرّف) بتشديد الراء وعرفة كلها موقف، وقد حدد الفاسي موقف النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه الفجوة المستعلية المشرفة على الموقف، وهي من وراء الموقف، وهي التي عن يمينها، ووراؤها صخرتان متصلتان بصخر الجبل المُسمَّى بجبل الرحمة، ولا فضيلة للوقوف على الجبل الذي يُقَال له جبل الرحمة بعرفة .
منبر عرفة
عن عمرو بن دينار قال: رأيتُ منبر النبي- صلى الله عليه وسلم- في زمان ابن الزبير ببطن عرفة؛ حيث يصلي الإمام الظهر والعصر عشية عرفة، مبنيًّا بحجارة صغيرة وفي رواية صغار، قد ذهب به السيل؛ فجعل ابن الزبير منبرًا من عيدان .
وعن يزيد بن شيبان قال: كنَّا في موقف لنا بعرفة قال: فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال: إني رسولُ رسولِ الله –صلى الله عليه وسلم- إليكم، يأمركم أن تقفوا على مشاعركم هذه؛ فإنكم على إرثٍ من إرثِ إبراهيم- عليه السلام.
دار الأرقم بن أبي الأرقم
اختار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم بن أبي الأرقم ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا، حفاظا على دعوته وأصحابه، إذ كانت بعيدة عن أعين الطغاة وتفكيرهم، وكانت على جبل الصفا، وهي بمعزل عن المتربصين بالمسلمين في مكة، وكانت – فضلاً عن ذلك – للأرقم بن أبى الأرقم ، وهو من السابقين الأولين الذين استجابوا لله والرسول .
وكان الأرقم ـ رضي الله عنه ـ في السادسة عشر من عمره يوم أسلم، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز تجمع المسلمين، لن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار، بل يتجه نظرها إلى بيوت كبار الصحابة، وهذا من حكمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وفي هذه الدار المباركة، كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلتقي بأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ، يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويباحثهم في شأن الدعوة وما وصلت إليه، ويسمع شكواهم وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، ويتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والثبات على دينهم، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين .
وقد اتخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم مقرا سريا لدعوته، والحفاظ على أصحابه وتربيتهم وإعدادهم، بعد المواجهة التي حدثت بين سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه ـ وقريش ..
قال ابن إسحاق : ” .. كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا صلوا ذهبوا في الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – في نفر من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في شِعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليه نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعير فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام “.
ومن ثم أصبحت دار الأرقم بن أبي الأرقم ـ رضي الله عنه ـ مركزاً للدعوة السرية، يتجمع فيه المسلمون، ويتلقون عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كل جديد من الوحي، ويتربون على يديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
لقد مرت الدعوة النبوية بمرحلتين أساسيتين: مرحلة الدعوة السرية، وكانت ثلاث سنين بمكة المكرمة، ومرحلة الدعوة الجهرية وهي ما بعد ذلك . فكانت طبيعة المرحلة الأولى تتطلب سرية العمل الدعوي، ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للجهر بها، وكانت دار الأرقم هي المكان المناسب لذلك، والسرية في بداية الدعوة، كانت لضرورة فرضها الواقع، وإلا فالأصل هو بيان دين الله وشرعه للناس جميعا .
واقتضت حكمة الله ـ سبحانه ـ أن تبقى دعوة الإسلام ضمن مجالها السري في دار الأرقم ، إلى أن هيأ الله لها من الأسباب ما مكنها من إشهار أمرها وإعلان رسالتها { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون } (يوسف: من الآية21).. ومن خلال هذه المرحلة ـ كغيرها من مراحل سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظهرت حكمة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأنه كان يهتم بالتخطيط الدقيق، ويحسب لكل خطوة حسابها، فقد كان مدركاً أنه سيأتي اليوم الذي يؤمر فيه بالدعوة علناً وجهراً، وأن هذه المرحلة سيكون لها شدتها وصعوبتها على المسلمين، ومن ثم فحاجة الجماعة المؤمنة تقتضي أن
يلتقي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المُرَبِي مع أصحابه، ليعلمهم ويربيهم ويشحذ هممهم، ويعدهم ليكونوا بناة الدولة المسلمة، وحملة الدعوة، واللبنة الأولى التي قام عليها هذا الصرح العظيم ..
ومن ثم استمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في دعوته السرية وتربيته لأصحابه في دار الأرقم ، حتى أصبحت هذه الدار أعظم مدرسة للتربية والإعداد عرفها التاريخ، إذ تخرج منها قادة حرروا البشرية من رق العبودية، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، بعد أن رباهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقد حرص ـ عليه الصلاة والسلام ـ حرصاً شديداً على أن يكون القرآن الكريم هو المنهج الذي يربى عليه أصحابه، وألا يختلط تعليمهم وتربيتهم بشيء من غير القرآن، وكانت قلوب الصحابة وأرواحهم تتفاعل مع القرآن وتنفعل به، فيتحول الواحد منهم إلى إنسان جديد بقيمه ومشاعره، وأهدافه وسلوكه، وتطلعاته وأمنياته، ومن ثم أدرك الصحابة وتعلموا ـ في دار الأرقم ـ أن القرآن وحده وتوجيهات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هما: المنهج للحياة والدعوة، والدستور للواقع والدولة، فكانوا من شدة تلهفهم إلى معرفة أوامر الله وأوامر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذا سمعوا أحداً يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ابتدرته أبصارهم، كما يقول ذلك عبد الله بن عباس – رضي الله عنه ـ ..
وعلى ذلك تربى الجيل الفريد من هذه الأمة، فكانوا يلتمسون من آيات القرآن الكريم، وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يوجههم في كل شأن من شؤون حياتهم ..
لقد كانت مرحلة دار الأرقم ، مرحلة هامة في تربية وإعداد الصحابة، ومدرسة رَبَّى فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفذاذ الرجال، الذين حملوا راية التوحيد والجهاد والدعوة، فدانت لهم الجزيرة العربية، وقاموا بالفتوحات الإسلامية العظيمة في نصف قرن.
غار ثور
غار ثور هو غار في جبل ثور الذي يقع جنوب مكة المكرمة. ارتبط اسمه بهجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم). فهو الغار الذي دخله الرسول عند هجرته إلى المدينة المنورة ومعه صاحبه أبو بكر الصديق، فجاء كفار مكة يبحثون عنهما, فلم يجدوهما لقيام العنكبوت بسد فتحة الغار المنخفضة.
هو الغار الذي أوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر رضي الله عنه وهما في طريقهما إلى المدينة في رحلة الهجرة النبوية، فدخلا فيه حتى إذا هدأ طلب قريش لهما تابعا طريقهما .
وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر رضي الله عنه: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) رواه البخاري و مسلم . وقد ذكر الله تعالى هذا الحادثة في كتابه فقال سبحانه: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } (التوبة:40) .
ويقع غار ثور على بعد نحو أربعة كيلو مترات عن مكة المكرمة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وارتفاعه نحو 748 م من سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1.25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب وهي التي دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر رضي الله عنه وفتحة من جهة الشرق .
ومما يجدر التنبيه عليه، أنه لم يرد في الشرع ما يرِّغب في زيارة غار ثور، وعليه فلا يجوز لمسلم أن يقصد زيارته معتقدا أن لتلك الزيارة فضيلة ثابتة، فضلا عن أن يزوره بنية التبرك بأرضيته أو أحجاره، فإن ذلك من البدع المحرمة، والله أعلم .
غار حراء
غار حراء، هو الغار الذي كان يختلي فيه رسول الإسلام محمد قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل، وذلك في كل عام، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي. وغار حراء يقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى “جبل النور” أو “جبل الإسلام”، على ارتفاع 634 متر، ويبعد تقريبًا مسافة 4 كم عن المسجد الحرام.
وغار حراء هو عبارة عن فجوة في الجبل، بابها نحو الشمال، طولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها في آن واحد. والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها .
مقبرة المعلاة
مقبرة المعلاة مقبرة تقع في بداية طريق الحجون على يمين المتوجه إلى الحرم المكي من جهة حي المعابدة في مكة المكرمة. تضم مقبرة المعلاة أماكن مجهزة لتغسيل وتكفين الموتى كما يوجد بها سيارات إسعاف لنقل الموتى ضمن إدارة خاصة تتبع أمانة العاصمة المقدسة (الاسم المتداول محليا لمكة المكرمة). عادة ما يحمل الموتى لمقبرة المعلاة بعد الصلاة عليهم بالمسجد الحرام، ليحمل المصلون الجنازة إلى مقبرة المعلاة لدفنها، وتعتبر المسافة بين المسجد الحرام وبين مقبرة المعلاة
قريبة نسبيا. ومقبرة المعلاة مقبرة عامة لأهل مكة المكرمة. أسماء بعض المدفونين في المقبرة :
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.
الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر.
الصحابية أسماء بنت أبي بكر.
الصحابي عبد الله بن الزبير.
الإمام ابن حجر الهيتم .
المدينة المنورة
تعريف:
هي مأوى ومثوى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، مفازة الدرب الشمالي إلى الشام ، ارض الخصب والنماء… التمر والماء ، واحدة من اعرق المدن في التاريخ واحدى محطات التجارة الزاهرة في الجزيرة العربية.
الموقع
تقع المدينة في الحجاز على هضبة تتدرج قليلا في الاتجاه الشمالي على بعد 447 كم عن مكة المكرمة ، و425 كم عن جدة و210 كم عن ينبع ميناء المدينة على البحر الاحمر.وترتفع عن مستوى سطح البحر نحو 557 م ، على خط طول 39 درجة و36 دقيقة وخط عرض 24 درجة و28 دقيقة. يحدها من الشمال جبل احد ، ومن الشمال الغربي جبل سلع ، ومن الجنوب الغربي جبل عير ( الذي يقع على بعد نحو 4 كم عن مركزها الحالي ) وتكتـنفها من جهة الشرق والغرب حرتان هما حرة واقم وحرة الوبرة ( الحرة هي الحجارة البركانية السوداء).
التأسيس
يرجع تاسيس المدينة الى عهود سحيقة في حياة امم انقرضت ، واقدم ذكر لها يرجع الى عهد المعينيين التي ازدهرت حضارتهم في الفترة مابين ( 1300 و630 قبل الميلاد) ، ويدلنا القرآن الكريم في سورة الاحزاب / 13 ان اسم المدينة كان يثرب وهو اسم لقرية كان يسكنها جماعات من العرب يذكر التاريخ بان الناس لما خرجوا من سفينة نوح ( ع ) بعد الطوفان ضاقت بهم المنطقة وكانت قبيلة عبيل منهم ، حيث استطاع زعيمهم ( يثرب بن عبيل ) الحفيد الرابع لنوح ( ع ) ان يبني المدينة ويوطن قدمه بها ، وسكنها كذلك العماليق بعد ان اخرجوا القبيلة العبلية منها ، وقد شاع اسم يثرب قديما حيث وجد في نقوش وكتابات تاريخية قديمة ، فقد ذكرت في جغرافية بطليموس باسم يثربا ، وفي النقوش السبئية كما عرفت ايضا بهذا الاسم من كلمة ( مدينتا ) التي تعني بالارامية ( الحمى ) ثم اختصرت فقيل لها المدينة ، ولم يرض رسول الله ( ص ) بتسميتها يثرب لانه لمح معنى التثريب ( وهو اللوم والتوبيخ ) فغير اسمها وسماها المدينة ، وبعد قدومه اليها من مكة اصبح اسمها مدينة الرسول ( ص) ، كما انها عرفت باسماء اخرى كثيرة احصاها ياقوت الحموي فوجدها ( 29 ) اسماً منها: طيبة ، طابة ، المسكينة ، العذراء ، الجابرة ، المحبة ، المحببة ، المحبورة ، الناجية ، المباركة ، الدار ، الايمان…. الخ.
التوسعة والاعمار
استمرت المدينة بالتوسعة والاعمار كمركز للحكم الاسلامي منذ الهجرة النبوية حتى رجب سنة 36 هـ حيث نقل الامام علي ( ع ) مركز الخلافة الى الكوفة ، حيث اصبح المسجد النبوي الشريف مركزا للمدينة يحدد اتجاهات نموها وامتدادت شوارعها.
ـ سنة 127 هـ / 725 م زاد مروان بن محمد ( مروان الثاني ) في عمارة المدينة واقيمت فيها القصور والحدائق.
ـ سنة 263 هـ / 876 م بنى الامير اسحاق بن محمد الجعدي اول سور حول المدينة وكان من اللبن.
ـ سنة 367 هـ هدم عضد الدولة البويهي السور القديم للمدينة واقام بدلاً عنه سورا مبنيا من الحجر لغرض حمايتها.
ـ سنة 540 هـ جدد جمال الدين محمد بن ابي المنصور المعروف بالجواد الاصفهاني السور مرة اخرى بعد 200 سنة من بنائه.
ـ سنة 558 هـ قام نور الدين زنكي بتجديد السور مرة اخرى ايضا.
ـ سنة 627 هـ انشأ الخليفة العباسي ابو جعفر المستنصر بالله بيمارستانا شمال المسجد النبوي الشريف. ـ اهتم الملك قايتباي ( 826 ـ 901 هـ ) بعمران المدينة واقيمت في عهده المدارس والابنية الكثيرة.
ـ سنة 927 هـ امتدت سلطة الدولة العثمانية الى الحجاز واهتم سلاطينها بمكة والمدينة وحظيت المباني بشكل عام والمسجد النبوي بشكل خاص بالعناية والرعاية الخاصة ، ففي عهد السلطان سليمان القانوني تم بناء آخر اسوار المدينة واقواها.
ـ سنة 1285 هـ تم تجديد سور المدينة واحدثت فيه عدة ابواب هي: الباب المجيدي ، باب الحمام ، باب بصري ، وباب القاسمية.
المعالم
المدينة المنورة واحة صحراوية تحيط بها الجبال والحرارمن كل اتجاه ، وهي مكونة من صخور بركانية تقطعها مجموعات من الوديان التي تنحدر من هذه الجبال ، لتجلب معها تربة خصبة صالحة للزراعة. وطوبوغرافية المدينة تتلخص في تسميتين تاريخيتين تعبران عن جملة خصائص الموقع وهي عالية المدينة وسافلتها ( العالية والسافلة ) وتنقسم إلى ثلاثة اجزاء هامة هي كما يلي: الجبال المحيطة: تحيط الجبال بالواحة من جميع جهاتها وتكون قريبة من الشمال والجنوب واهمها
ـ جبل احد: الذي يقع شمال المدينة المنورة على بعد نحو 5.5 كم ويمتد لمسافة 9 كم .ويتراوح عرضةُ بين 100 ـ 300 م وبارتفاع يصل 350 م وتحف به من جميع جوانبه مسايل الاودية ” نعمان ، قناة ، حمص « ـ جبل عسير: في جنوب المدينة ويبعد عنها نحو 8 كم ويمتد لمسافة 4 كم ومتوسط عرضه 70 م ويرتفع نحو 300 م عن وادي أبي هريرة.
الاودية: تنحدر من الجبال إلى الواحة لتشقها وتتجة جميعها إلى الشمال الغربي ( اسفل السافلة ) حيث تلتقي جميعها في « زغابة » واهمها اودية « قناة العقيق ».وبطحان « ابوجيدة » وثلاثة اخرى اقل اهمية.
محلاتـها السكنية الحديثة: ينبع ، العلا ، بدر ، المهد ، الحناكية ، الفريش ، المليلح ، الحسو ، الصويدرة ، وادي الفرع ، ابيار الماشي. اشهر قراها القديمة: العقيق ( وهو وادي على بعد 3.5 كم عن المدينة) ، خيبر ( على بعد 115 كم عن المدينة) ، فدك ( وهي قرية من قرى خيبر على بعد 3.5 كم عن المدينة) ، وادي القرى ( وهو وادي بين الشام والمدينة) ، وبين تيماء وخيبر الكثير من القرى وبها سمي وادي القرى.
شوارعها
شارع البقيع ، شارع النخاولة ، شارع الامام علي ( ع ) ( العوالي) ، شارع السالمية الجديد شارع مالك ، شارع المطار ، شارع ابي ذر ، شارع الستين ، شارع قربان ، وشارع الحزام.
مساجدها: تضم المدينة المنورة مجموعة كبيرة من المساجد الاثرية عد منها السمهودي قرابة 56 مسجدا غير ان اكثرها قد زال واندثر مع مرور الايام واهم تلك المساجد: المسجد النبوي الشريف: ويضم قبر الرسول الاعظم محمد ( ص) ، ( مسجد الغمامة « او المصلى » ، مسجد السيدة فاطمة ( ع) ، مسجد بلال بن رباح مؤذن الرسول ( ص) ، مسجد القشله « او مسجد العسكر » ، مسجد الشمس ) ( ازيلت مواقعها حاليا) ، مسجد ذي الحليفة « او مسجد الشجرة » ( دخل في التوسعة السعودية للحرم) ، مسجد السقيا ، مسجد المنارتين ، مسجد عروة ، مسجد المعرس ، مسجد الجمعة « مسجد الوادي » ، مسجد بنات النجار ( بقباء) ، مسجد قباء ( وهو اول مسجد بناه النبي ( ص ) في المدينة وصلى فيه بأصحابه جماعة ظاهرا) ، مسجد القبلتين ، مسجد الاجابة ، مساجد الفتح ( وهي مسجد الفتح ، مسجد علي ( ع) ، مسجد فاطمة ( ع) ، مسجد سلمان الفارسي ، مسجد أبي بكر ، مسجد عمر.. الخ) ، مسجد الفضيخ ، مسجد ابي ذر الغفاري ( مسجد السجدة) ، مسجد الراية ، مسجد سيد الشهداء « حمزة بن عبد المطلب ».
آبارها: في المدينة 20 بئرا تاريخيا اهمها: بئر اريس او بئر الخاتم او بئر النبي ( ص) ، بئر غرس: « يروى بن ماجة بسند عن الامام علي ( ع ) قال رسول الله ( ص ) إذا انا مت فغسلوني بسبع قرب من بئري ( بئر غرس ) » ، بئر اهاب او بئر زمزم ، بئر بدر. اهم اوديتها: : وادي العقيق ، وادي بطحان او وادي ابي جيدة ، وادي رانوناء ، وادي مذينيب.
دورها الاثرية المشهورة: : دار ابي ايوب الانصاري ، دار الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ( ع) ، دار جعفر الصادق(ع).(ازيلت جميعها اثناء التوسعة السعودية مؤخرا). مقابرها: : مقبرة البقيع ، والتي تضم ( مقابر زوجات النبي ( ص) ، مقابر ابناء وبنات النبي ( ص) ، مقابر اهل بيت النبوة ( ع) ، مقابر بني هاشم ، مقابر اصحاب النبي ( ص ) ( عثمان بن مظعون ، وكعب بن عمر).
ثناياها المشهورة
ثنية الوداع ، ثنية عثعث ، ثنية الشريد. أسواقها:: كانت في المدينة المنورة 11 سوقا في المناخة أكبرها واوسعها ، سوق الحبابة ، وسوق التجارة ، سوق السمانه ، ( الرواسة) ، وسوق الفخارة والبياطرة وبعض النحاسين وسوق البرسيم.. ويعتبر سوق زبالة من اقدم أسواق المدينة
مدارسهاالمدرسة الرستمية: توقف التعليم فيها وتحولت الى مجلس خاص بالاغوات وادخلت في توسعة المسجد النبوى.
مدرسة قرة باشي: تحولت المدرسة الى رباط ما زال قائماً حتى الان رغم تغير المبنى الاول الذي ادخل في توسعة المسجد النبوي.
مدرسة محمد آغا: تغير اسمها او اغلقت.
مدرسة الشفاء ( دار السيادة): ظلت تؤدي دورها الى نهاية العهد العثماني.
مدرسة الساقزلي: ظلت قائمة الى نهاية العهد العثماني.
المدرسة الجديدة ( مدرسة كبرلي): ظلت قائمة الى اواخر العهد العثماني.
المدرسة الحميدية: ظلت قائمة الى آخر العهد العهد العثماني.
المدرسة المحمودية: ازيلت عام 1371 هـ عندما بدأ مشروع التوسعة.
مدرسة حسين آغا: ازيلت في مشروع تحسين شوارع المدينة.
المدرسة الاحسائية: ظلت قائمة الى أخر العهد العثماني.
المدرسة القازانية: تحولت الى رباط.
المدرسة الخماسكية: توقف التدريس فيها ثم تحولت الى مقر دار الحكومة ثم صارت مستشفى للعساكر النظام
مكتباتها
مكتبة الملك عبد العزيز ( مجمع المكتبات الاثرية) ، مكتبة عارف حكمت ، مكتبة المصحف ، مكتبة الحرم المدني(التي ازيلت مؤخرا).
من ذاكرة التاريخ
: سنة 586 ق. م هاجر اليهود اليها في عهد الملك بخت نصر وتعتبر قبيلة قينقاع اشهر القبائل اليهودية واغناها التي سكنت في الجزء الجنوبي من المدينة واشتهرت بصناعة الذهب.
ـ سكن العرب من العمالقة مدينة يثرب قبل هجرة القبائل العربية القادمة من اليمن بعد سيل العرم الاول ( عام 450 م ) وقبل نزوح اليهود اليها.
ـ في الفترة مابين ( 447 ـ 532 م ) بدأت هجرة القبائل العربية اليها ومنهم قبيلة الاوس والخزرج.
ـ وقعت معارك عديدة بين قبيلتي الاوس والخزرج منها حرب سمير ( نسبة الى الرجل الذي اشعلها واسمه ( سمير بن زيد) ، حرب حاطب ، حرب بعاث ، موقعة السرارة ، موقعة فارغ ، موقعة الفجار الاولى والثانية…الخ. ـ لقد اكرم الله تبارك وتعإلى اهل المدينة المنورة بخطابه اياهم في الآيات المدنية بقوله « يأيها الذين آمنوا ».
ـ سنة 620 م تم اول اتصال بين الرسول ( ص ) واهل يثرب عند قدومهم للحج في مكة وتكرر ذلك سنة 622 م في عام الهجرة.
ـ سنة 622 م بدأت الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة حيث وصل الرسول ( ص ) قباء في يوم الاثنين 8 ربيع الاول من العام الاول للهجرة ومكث فيها اربعة ايام حيث اصلح بين قبائل الاوس والخزرج كما خطط لنفسه ولآل بيته داراً بعد ان انشأ مسجده فيها.
ـ في ظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان سنة 2 هـ حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المعظمة ، وفي هذه السنة ايضا فرض الصوم ، ووقعت غزوة بدر ، وفي هذه السنة ايضا تزوج الامام علي ( ع ) من السيدة فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها).
ـ سنة 3 للهجرة ولد الامام الحسن بن علي ( ع) ، كما وقعت غزوة احد ، واستشهد حمزة عم الرسول ( ص) ، وهناك احداث كثيرة وقعت في السنوات اللاحقة للهجرة النبوية منها غزوة بني النضير ، غزوة ذات الرقاع ، غزوة الخندق ، غزوة بني قريظة ، بيعة الرضوان ، صلح الحديبية ، غزوة خيبر ، وفي هذه السنة ايضا بدأت الرحلات المتتابعة لقبائل اليهود من المدينة الى الشام.
ـ سنة 36 هـ آثر الامام علي ( ع ) ان يبقى في العراق فانتـقل مركز الخلافة من المدينة الى الكوفة.
ـ سنة 41 هـ اصبحت المدينة امارة من امارات الدولة الاموية.
ـ سنة 62 هـ ثار اهل المدينة بقيادة عبدالله بن الزبير ضد الحكم الاموي حيث عمل خندقا وسورا في الجهة الشمالية للمدينة ، ولكن تم القضاء على الثورة بعد دخول مسلم بن عقبة بجنده الى المدينة.
ـ سنة 145 هـ قام محمد بن عبد الله الحفيد الاكبر للامام الحسن ( ع ) بعمل خندق حول المدينة في موضع الخندق الذي عمل ايام رسول الله ( ص).
ـ سنة 230 هـ وفي عهد الخليفة الواثق تعرضت المدينة للهجوم من ( بني هلال ) فسبب خراب العديد من مبانيها.
ـ سنة 578 هـ نزل الجنود الصليبيون ينبع ولكن صدوا بقيادة احد افراد عائلة صلاح الدين الايوبي
ـ سنة 654 هـ انتـقلت السلطة من الدولة العباسية الى المماليك الذين كثرت المنازعات الداخلية في زمانهم وتدهور عمران المدينة.
ـ سنة 1916 م وبسبب الحرب العالمية الاولى قامت السلطة التركية في المدينة بهدم المباني حول الحرم بهدف تسهيل الدفاع عنها.
ـ سنة 1950 م هدم السور المحيط بالمدينة ولم يبقَ منه غير اجزاء من ( الباب المصري). ـ سنة 1971 م احترقت المدينة فاتى الحريق على بعض تراثها المعماري.
7 ـ المصادر: 1 ـ تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا / السيد أحمد ياسين الخياري ، ط4 سنة 1414 هـ ، جدة.
ـ التكوين المعماري والحضري لمدن الحج في المملكة العربية السعودية / تأليف / محمد سعيد فارسي ص:137 / ط 1 سنة 1984 م عكاظ.
ـ المدينة المنورة تطورها وتراثها المعماري / صالح لمعي مصطفى. 4 ـ التاريخ الشامل للمدينة المنورة / الدكتور عبد الباسط بدري / ج 1: 23. 5 ـ المدينة المنورة عاصمة الاسلام الاولى / الدكتور محمد السيد الوكيل .
مزارات المدينة المنورة:
البقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد ، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سورهِ، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام.ولا تزال المقبرة قيد الاستخدام حتى الآن.
وتبلغ مساحته الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع؛ يضم البقيع رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد عدا خديجة وميمونة، كما دفن فيه ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وزوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق, وحفيده الحسن بن علي، وكذلك علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال: سمعت عائشة تحدث فقالت: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعني ؟ قلنا: بلى قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي فيها عندي انقلب، فوضـع رداءه، وخلع نعله، فوضعها عند رجليه..
وذكرت قصة خروجه صلى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع ثم قالت: فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثـره حتى جاء البقيع، فقام، فأطال، ثم رفع يده ثلاث مرات، ثم انحرف… وذكرت قصة عودتها قبله…. وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((فإن جبريل أتاني… فأجبته… فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم)) قالت عائشة: كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال: ((قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرىن وإنا إن شاء الله بكم للاحقون))
جبل أحد
جبل أحد (بضمّ الهمزة والحاء) جبل مطلّ على المدينة المنوّرة من الشمال، اشتهر بوقوع غزوة أحد تحت سفحه بين المسلمين بقيادة النبي محمد وأعدائهم القرشيين من مكة سنة 3 هـ (625 م) .
وهو جبل جرانيتي أحمر اللون يقع إلى الشمال من المدينة على بعد 4 كم من الحرم الشريف، ويمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ويبلغ طوله 7 كم وعرضه ثلاثة كيلومترات تقريبا. وهو أكبر جبال المدينة وأعلاها، وتقع عند سفحه “مقبرة الشهداء” التي دفن فيها قتلى المسلمين يوم أحد، ومن اعظم من دفن في تلك المقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وهو أسد الله وأسد رسوله وهو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، وقد تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لو كان مع الشهداء في تلك المقبرة عند سفح جبل أحد.ومن الجدير بالذكر ان الناظر إلى جبل أحد من الأعلى يرى انه يشكل اسم محمد.
ومن ما يؤثر عن هذا الجبل العظيم: أنه صعد الرسول جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فاهتز بهم فقال النبي : «إثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق، وشهيدان». وعن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : ( إن أحد جبل يحبنا ونحبه)
جيولوجية الجبل :
أظهر الفحص الجيولوجي الميداني لعينات صخرية مأخوذه من جبل أحـد بأنها مكونة أساسا من صخر الريوليت وهو عبارة عن صخر ناري حمضي، نسيجه دقيق التبلور، لونه أحمر فاتح، ويحتوي على معادن من الكوارتز والفلسبار والبلاجيوكلاز وقليل من الميكا. ويتحول الريوليت في جبل أحد أحيانا إلى صخور لونها أبيض مائل للأخضر وتبدو أكثر تشوها وتشققا وأقل تماسكا من غيرها، وربما يعود سبب ذلك إلى وجود هذه النطاقات الصخرية على تماس مباشر مع الأجسام النارية المندسة من الأعماق، وتعرضها للمحاليل الحارة جدا فحصل لها نوع من التحول الحراري الشديد. أما صخور الداسيت ذات اللون البني الفاتح فمن الصعب تمييزها عن صخور الريوليت لأنهما متشابهان أصلا من حيث التركيب والنسيج والمصدر عدا أن الداسيت ربما يحتوي نسبة أعلى من بعض المعادن السوداء كالهورنبلاند والبيوتيت .
مسجد ذى القبلتين
مسجد القبلتين هو مسجد يقع في الطرف الغربي من المدينة المنورة ويشتهر ببياضه الناصع
معلومات عن المسجد
الموقع:
يقع مسجد القبلتين في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة. و تحديداً على طريق خالد بن الوليد و تقاطعه مع شارع سلطانة (المركز التجاري في المدينة المنورة). و هو قريب جداً من الدائري الثاني ( طريق الملك عبدالله )من جهة الغرب .
مساحة المسجد: 3920 م2
تعلوه قبتان الأولى قطرها 8 م والثانية 7 م والارتفاع مايقارب 17 م لكل منهما.
مراحل تطوير مهمة في المسجد :
قام الخليفة عمر بن عبد العزيز بتجديد المسجد والاعتناء به
في سنة 893 هـ قام الشجاعي شاهين الجمالي (كبير خدم المسجد النبوي في ذلك الوقت) بتعميره وتجديد سقفه
في سنة 950 هـ قام السلطان العثماني سليمان القانوني بتجديد المسجد وتعميره
سبب التسمية : وسبب تسمية المسجد يعود إلى ان جماعة من المسلمين في عهد النبي كانوا يصلون تجاه المسجد الاقصى واذا بمنادي خلفهم يصيح ويخبرهم بان الوحي قد نزل على النبي بتحوبل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام. تبعاً لقول الله (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة 144. وبالفعل قام الصحابة بتحويل وجهوهم واجسادهم شطر المسجد الحرام بمكة
مسجد قباء
مسجد قباء هو أول مسجد بني في عهد نبي الإسلام محمد بن عبد الله.
موقعه : يقع المسجد في جنوب غربي المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كيلومترات. فيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة. يقوم على إمامة المسجد حاليا الشيخ صالح بن عواد المغامسي والشيخ محمد عابد محمد الحافظ.
فضل الصلاة في مسجد قباء : ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي محمد [صلى الله عليه وسلم] كان يزور مسجد قباء ويصلي فيه، وفي رواية فيصلي فيه ركعتين.وهو في يوم السبت آكد ناويا التقرب بزيارته والصلاة فيه لحديث ابن عمر قال : كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين. وفي رواية : أنه صلى فيه ركعتين. رواه البخاري ومسلم، وعن أسيد بن الحضير أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال : صلاة في مسجد قباء كعمرة. رواه الترمذي وغيره، قال الترمذي : هو حديث حسن صحيح.
روى الطبراني بسنده إلى سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة “، وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء يوم السبت ويركب له، وصارت تلك عادة أهل المدينة حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه، حتى يومنا هذا.وقد أثنى الله على أهل قباء بقوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108
وفي سنن ابن ماجه أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال : من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة. قال الشيخ الألباني : صحيح، وفي المصنف لابن أبي شيبة عن سهل بن حنيف قال قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: من توضأ فأحسن الوضوء ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة. وعليه فمن أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة كما هو ظاهر هذه الأحاديث. أول مسجد بناه [ صلى الله عليه وسلم ]
بناء مسجد قباء : “قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده. ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة. فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلمالجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، وادي رانوناء، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة. وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان.
عن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي[صلى الله عليه وسلم] حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء”
بني على التقوى مسجد قباء
ذكر القرآن الكريم في سورة التوبة عن المسجد: {{ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}}. (التوبة: 107-108)
قال صاحب الروض الأنف: وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا فهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال هو مسجدي هذا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَإذِبُونَ التوبة(107)
وتفسيرها المنافقون الذين بنوا مسجدًا; مضارة للمؤمنين وكفرًا بالله وتفريقًا بين المؤمنين, ليصلي فيه بعضهم ويترك مسجد (قباء) الذي يصلي فيه المسلمون, فيختلف المسلمون ويتفرقوا بسبب ذلك, وانتظارا لمن حارب الله ورسوله من قبل -وهو أبو عامر الراهب الفاسق- ليكون مكانًا للكيد للمسلمين, وليحلفنَّ هؤلاء المنافقون أنهم ما أرادوا ببنائه إلا الخير والرفق بالمسلمين والتوسعة على الضعفاء العاجزين عن السير إلى مسجد (قباء), والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يحلفون عليه. وقد هُدِم المسجد وأُحرِق. لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)
لا تقم -أيها النبي- للصلاة في ذلك المسجد أبدًا; فإن المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى من أول يوم -وهو مسجد (قباء)- أولى أن تقوم فيه للصلاة, ففي هذا المسجد رجال يحبون أن يتطهروا بالماء من النجاسات والأقذار, كما يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي. والله يحب المتطهرين. وإذا كان مسجد (قباء) قد أُسِّسَ على التقوى من أول يوم, فمسجد رسول الله, صلى الله عليه واله وسلم, كذلك بطريق الأولى والأحرى.
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)
لا يستوي مَن أسَّس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته, ومن أسَّس بنيانه على طرف حفرة متداعية للسقوط, فبنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المسلمين, فأدَّى به ذلك إلى السقوط في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده. لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)
لا يزال بنيان المنافقين الذي بنوه مضارَّة لمسجد (قباء) شكًا ونفاقًا ماكثًا في قلوبهم, إلى أن تتقطع قلوبهم بقتلهم أو موتهم, أو بندمهم غاية الندم, وتوبتهم إلى ربهم, وخوفهم منه غاية الخوف. والله عليم بما عليه هؤلاء المنافقون من الشك وما قصدوا في بنائهم, حكيم في تدبير أمور خلقه. إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم في مقابل ذلك الجنة, وما أعد الله فيها من النعيم لبذلهم نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه لإعلاء كلمته وإظهار دينه, فيَقْتلون ويُقتَلون, وعدًا عليه حقًا في التوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى، والقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ولا أحد أوفى بعهده من الله لمن وفَّى بما عاهد الله عليه, فأظهِروا السرور-أيها المؤمنون- ببيعكم الذي بايعتم الله به, وبما وعدكم به من الجنة والرضوان, وذلك البيع هو الفلاح العظيم ..